الرئيسة \  مشاركات  \  حكايات الصالحين جند من جنود الله : نفحات تربوية عند معروف الكرخي

حكايات الصالحين جند من جنود الله : نفحات تربوية عند معروف الكرخي

28.03.2024
د. محمد رفعت زنجير




حكايات الصالحين جند من جنود الله : نفحات تربوية عند معروف الكرخي
بقلم: د. محمد رفعت زنجير
***
الإمام معروف الكرخي (ت200هجرية) علم معروف من أهالي بغداد، وهو من سادات الأولياء الصالحين.
وحين كنت أقرأ أخباره وجدت فيها قيما تربوية عظيمة، ونفحات روحانية كريمة، ومبادئ تعليمية إرشادية سامية، وقد أحببت أن أنوه ببعضها.
***
جاء في صفة الصفوة (لابن الجوزي،  ج2. ص (318- 323) بتحقيق الفاخوري وقلعه جي، الطبعة الثانية، دار المعرفة بيروت) الآتي:
أولا: قصة إسلامه: العقاب ينفر الأحباب
قال ابن الجوزي:
"معروف بن الفيرزان الكرخي، يكنى أبا محفوظ وهو منسوب إلى كرخ بغداد.
عن أبي صالح عبد الله بن صالح قال كان أبو محفوظ معروف قد ناداه الله عز و جل بالاجتباء في حال الصبا يذكر أن أخاه عيسى قال كنت أنا وأخي معروف في الكتاب وكنا نصارى وكان المعلم يعلم الصبيان أب وإبن فيصيح أخي معروف أحد أحد فيضربه المعلم على ذلك ضربا شديدا حتى ضربه يوما ضربا عظيما فهرب على وجهه، فكانت أمي تبكي وتقول لئن رد الله على إبني معروفا لأتبعنه على أي دين كان.
فقدم عليها معروف بعد سنين كثيرة فقالت له: يا بني على أي دين أنت؟ قال على دين الإسلام. قالت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فأسلمت أمي  وأسلمنا كلنا".
في هذه القصة عبرة، وهي أن الضرب للمتعلم سبب نفوره وتمرده، وعليه فالضرب يجب استبعاده في الأساليب التعليمية. وكما تمرد هذا الفتى عندما كان نصرانيا على معلمه بسبب الضرب، فقد يتمرد فتيان آخرون من المسلمين على معلميهم بسبب الضرب. لذا يجب استبعاد الضرب من أساليب التربية والتعليم، وبخاصة المبرح الشديد فهو ممنوع، فقد روى مسلم عن عائشة: "ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".
(شبهة وردها)
فإن قلت: إن الضرب صار سبب إسلام معروف وأسرته.
أجبناك: هذا صحيح، بيد أن الله تعالى وقد قدر لهذه الأسرة الكريمة الهداية، سييسر لها سبحانه أية وسيلة مناسبة لتهتدي، ألا ترى أن معروفا كان يقول: أحد أحد وهو في الكتاب يدرس، وصدق الله العظيم الذي يقول: (وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)/الإسراء.
***
ثانيا: احترام الآخر.. (حرمة الناس وأعراضهم محفوظة)
ينبغي على العاقل أن يحترم الناس ومشاعرهم، ولا يخدش حرمتها سواء في حال وجودهم أو غيبتهم.
وعليه ليست كرامة الإنسان مقصورة على حال وجوده بيننا، بل هي قائمة في كل وقت وحين، في حياته وبعد مماته، فكرامة الإنسان خط أحمر، والإسلام في هذا الصدد متقدم على كل ما سواه من الأديان والفلسفات والإيولوجيات قديمها وحديثها.
وفي هذا الصدد ذكر ابن الجوزي الآتي:
"وعن عمرو بن موسى قال سمعت معروفا يقول وعنده رجل يذكر رجلا فجعل يغتابه فجعل معروف يقول له أذكر القطن إذا وضعوه على عينيك أذكر القطن إذا وضعوه على عينيك".
***
ثالثا: تطهير النفس من الصفات السلبية
من أسس التربية الحميدة تطهير النفس من كل الشرور والأطماع وطلب الشهوات المحرمة، وهو ما يعبر عنه عند الصالحين بحب الدنيا، أي حب شهواتها المحرمة، فإذا تجردت النفس من هذه الأطماع انقادت للعبادة والطاعة وعمارة الأرض وفق منهج الله في الأرض بهمة ونشاط.
وفي هذا الصدد ذكر ابن الجوزي الآتي:
"وقال سري سألت معروفا عن الطائعين لله بأي شيء قدروه على الطاعة لله عز و جل قال بخروج الدنيا من قلوبهم ولو كانت في قلوبهم ما صحت لهم سجدة".
***
رابعا: الواقعية: العمل وقصر الأمل
لا ينبغي للمرء أن يغرق في أحلامه وأوهامه، ولا أن يجري خلف خلب السراب، فهذا يجعله متباطئا عن فعل الصالحات.
وأما إذا كان واقعيا فهو لا يؤجل عمل اليوم إلى غد، ولا عمل هذه الساعة إلى الساعة التي بعدها. لأن الموت يأتي فجأة، لذا يجب أن يكون المرء مستعدا له في كل حين، ويكون الاستعداد بالتوبة والتشمير للعمل الصالح.
وفي هذا الصدد ذكر ابن الجوزي الآتي:
"وعن السري بن سفيان الأنصاري قال أقام معروف الصلاة ثم قال لمحمد بن أبي توبة تقدم فصل بنا وذلك أن معروفا كان لا يؤم إنما يؤذن ويقيم ويقدم غيره قال محمد بن أبي توبة إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم صلاة أخرى قال معروف وأنت تحدث نفسك أن تصلي صلاة أخرى نعوذ بالله من طول الأمل  فإنه يمنع خير العمل".
***
خامسا: طول الأمل يحبس صاحبه عن فعل الصالحات.
يتسبب طول الأمل في الكسل، وتثبيط المرء عن فعل الصالحات.
وفي هذا الصدد ذكر ابن الجوزي الآتي:
"قال محمد بن منصور الطوسي كنا عند معروف الكرخي وجاءت امرأة سائلة فقالت أعطوني شيئا أفطر عليه فإني صائمة. فدعاها معروف وقال لها يا أختي سر الله أفشيته وتأملين أن تعيشي إلى الليل".
بمثل هذا الإيمان والتوكل على الله ينزع المربي معروف من قلب المرأة التضرع للناس وذل السؤال، ومن توكل على الله كفاه، وهيأ له رزقه بصورة ما، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)/ الطلاق.
***
سادسا: أسس التربية في توطيد العلاقة مع الخالق والمخلوق
إن التوكل على الله، والاستسلام بين يديه، ودوام ذكره، وبث الشكوى له وحده، وتذكر لقائه عند الموت، والتجلد والصبر، هذا هو طريق السعادة الأبدية، والقرب من الله.
وكذلك فإن التعامل مع الناس بموضوعية، دون جشع أو طمع، أو ظن بأنهم ينفعون ويضرون من دون الله... كل هذا يمنح المرء شفافية ومصداقية وسعادة، مما يجعله عزيز النفس، مستقيما. لا يتلون بين الناس تلون الحرباء حرصا على مصالحه، ولا يبيع مبادئه لعرض من الدنيا قليل، وهذا يجعله كبيرا في أعينهم، يجلونه ويحترمونه.
وفي هذا الصدد ذكر ابن الجوزي الآتي:
"وعن محمد بن حماد بن المبارك قال قال رجل لمعروف أوصني قال توكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك وأكثر ذكر الموت حتى لا يكون لك جليس غيره واعلم أن الشفاء لما نزل بك كتمانه وأن الناس لاينفعونك ولا يضرونك ولا يعطونك ولا يمنعونك".
إنها وصية جامعة للسعادة التي تكون في بناء علاقة العبودية الخالصة مع الله عز وجل من جهة، والعلاقة الإنسانية المجردة عن الأهواء والأطماع في المجتمعات البشرية من جهة أخرى.
***
سابعا: الرجاء والأمل بالله الكبير
الإنسان ابن الخطيئة،  ولكنه إذا تاب غفر الله له خطاياه، لذا لا ينبغي للمرء أن يقنط من رحمة الله تعالى، قال تعالى:۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)/ الزمر.
وفي هذا الصدد ذكر ابن الجوزي الآتي:
"وعن القاسم بن محمد البغدادي قال كنت جار معروف الكرخي فسمعته في السحر ينوح ويبكي وينشد
أي شيء تريد مني الذنوب ...
شغفت بي فليس عني تغيب
ما يضر الذنوب لو أعتقتني ...
رحمة لي فقد علاني المشيب"
هكذا يجب أن يكون المؤمن  واثقا من ربه، وهذا يعطيه الأمان والإطمئنان. وبخاصة إذا نشأ وشب وشاب وهو مسلم. فأية ذنوب تلك التي قد تضر مع التوحيد والتوبة والاستغفار؟.
إن الإنسان ضعيف، يوسوس له الشيطان، وتأمره نفسه الأمارة بالسوء، وتتنازعه الأهواء والشهوات .. لذا قد يقع في المعاصي، ولكن هذا لا يضره إذا تاب وأناب لربه الكريم، فقد جاء في الحديث القدسي، الذي رواه الترمذي عن أنس بن مالك:
(قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً).
***
ثامنا: الرفق بالعصاة والدعاء لهم
العاصي هو إنسان مريض، والمريض بحاجة إلى من يساعده من طبيب ونحوه، وهو بحاجة إلى دواء ورعاية خاصة.. فلا تشمت بعاص، ولا تدعو عليه، ولكن احمد ربك الذي عافاك من مرضه، ولم يجعلك مثله، وادع له بالشفاء، ولا تدع عليه بالسوء أبدا، فكفاه ما فيه هم وغم ونكد، حتى وإن رأيته يضحك، فهو ضحك كالبكاء كما قال المتنبي، فقد يضحك المرء من كثرة أسقامه وأوجاعه، مثلما أنه قد يبكي من شدة الفرح أحيانا، فادع لكل عاص شارد بالسداد والرشاد والهدى والفلاح، واجعل قلبك لا يحمل للناس إلا الحب والخير والسلام.
وفي هذا الصدد ذكر ابن الجوزي الآتي:
"وعن إبراهيم الأطرش قال كان معروف الكرخي قاعدا على دجلة ببغداد إذ مر بنا أحداث في زورق يضربون الملاهي ويشربون فقال له أصحابه أما ترى أن هؤلاء في هذا الماء يعصون الله إدع عليهم فرفع يده إلى السماء وقال إلهي وسيدي أسألك أن تفرحهم في الجنة كما فرحتهم في الدنيا فقال له أصحابه إنما قلنا لك أدع الله عليهم لم نقل لك أدع الله لهم فقال إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم بشيء".
إنها نفسية مملوءة بالحب والصفاء وإرادة الخير للناس
وهذا منسجم مع التربية النبوية، فما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقومه إلا بالهدى، وكان يحزن عليهم ألى درجة جعلت ربه الرحمن الرحيم يواسيه، ويشفق عليه من هذه المعاناة النفسية التي يعيشها الرسول المحب لقومه، وهم يؤذونه بإعراضهم وصدودهم وإيذائهم، قال تعالى:(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)/الكهف.
قال الطبري:
"يعني تعالى ذكره بذلك: فلعلك يا محمد قاتلٌ نفسك ومهلكها على آثار قومك الذين قالوا لك لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا تمردا منهم على ربهم، إن هم لم يؤمنوا بهذا الكتاب الذي أنـزلته عليك، فيصدقوا بأنه من عند الله حزنا وتلهفا ووجدا، بإدبارهم عنك، وإعراضهم عما أتيتهم به وتركهم الإيمان بك. يقال منه: بخع فلان نفسه يبخعها بخعا وبخوعا، ومنه قول ذي الرُّمة:
ألا أَيُّهَــذَا البــاخِعُ الوَجْـدُ نَفْسَـهُ
لِشَــيْءٍ نَحَتْـهُ عَـنْ يديـه المقـادر". انتهى.
هكذا يجب أن يكون لسان الداعية وقلبه، ينبوع ماء عذب، لا يخرج منه إلا ما هو طاهر مطهر. يحتاجه للري والنماء العباد والبلاد.
***
تاسعا: الأنشطة البدنية: اللعب والعناية بالطفولة
الناس بحاجة إلى اللعب بشكل عام، لما فيه من الترويح والتنشيط للجسم، ولذلك لم يكن مستغربا أن يطلب إخوة يوسف عليه السلام من أبيهم إرساله معهم كي يلعب في أحضان الطبيعة، قال تعالى على لسانهم: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)/ يوسف.
والأطفال هم أشد حاجة إلى اللعب من الكبار. لذلك استغرب معروف الكرخي - رحمه الله تعالى- حين رأى طفلا لا يلعب مع الأطفال، وهذا يعني أن لديه مشكلة ما... فلما سأله، علم أنه يتيم بائس، فكفله، فلما جاءه من يريد كفالته بحق. دفعه إليه، وهنا تتجلى صورة الرحمة ممتزجة بالتكافل الاجتماعي... والتعاون على إنقاذ الطبقات المسحوقة في المجتمع.
ولا شك بأن تقديم الرعاية المناسبة للبؤساء وبخاصة الأطفال منهم، هو أمر عظيم، ومنهج تربوي قويم، يدل على عظمة هذا الدين، وحسن عنايته بالإنسان.
وفي هذا الصدد ذكر ابن الجوزي الآتي:
"وعن سري قال هذا الذي أنا فيه من بركات معروف إنصرفت من صلاة العيد فرأيت مع معروف صبيا شعثا فقلت له من هذا قال رأيت الصبيان يلعبون وهذا واقف منكسر فسألته لم لاتلعب قال أنا يتيم قال سري فقلت له فما ترى أنك تعمل به قال لعلي أخلو فأجمع له نوى يشتري به جوزا يفرح به فقلت له أعطنيه أغير من حاله فقال لي أو تفعل فقلت نعم فقال لي خذه أغنى الله قلبك فسويت الدنيا عندي أقل من كذا".
***
تلك كانت بعض النفحات التربوية عند معروف الكرخي رحمه الله تعالى، تناولنا فيها مسائل عدة، وهي: خطورة العقاب البدني تربويا، فهو ينفر الطلاب والمتعلمين، وبينا ضرورة احترام الآخر.. وحرمة الناس وأعراضهم، وأهمية تطهير النفس من الصفات السلبية، وضرورة الواقعية في التربية  وهي تتطلب المبادرة بالعمل وقصر الأمل، وذكرنا أن طول الأمل يمنع خير العمل، وعرضنا أسس التربية في توطيد العلاقة مع الخالق والمخلوق، وتحدثنا عن الرجاء والأمل بالله الكبير. وأهمية ذلك تربويا، وذكرنا ضرورة الرفق بالعصاة والدعاء لهم، وأهمية الأنشطة البدنية كاللعب،  ووجوب العناية بالطفولة.
وليست هذه الومضات السريعة إلا غيض من فيض، والتفصيل في هذه الأمور يحتاج دراسة مطولة.
رحم الله معروف الكرخي. ونفعنا بتراث السابقين الأولين من سلف هذه الأمة المباركة، وبإرشاداتهم في التربية والتعليم.
******